Archive for the ‘ مجتمع ’ Category

نحن سبب غرق جدة للمرة الثانية…

مطر

تتوالى الأيام ، على أحداث تسجلها صفحات التاريخ ، تارة ببشائر الأفراح ، و تارة بدماء و دموع الأتراح…..

و البارحة بتاريخ 26 /1 /2011 ، هطلت على مدينة جدة أمطار غزيرة جرفت الطافي و الغارق. و على تلاطم سيولها ، وقفت المباني”غير النظامية” و الشوارع “غير المصرِّفة للماء” و الأحياء المنسية قلعة دومينو….أمام تلك السيول الجارفة.

الغلطة ليست غلطة مسؤولين ، ولو كانوا يشاركوننا نصيب الأسد من اللوم ، لأنهم دقّوا آخر مسمار في نعش مدينة جدة! و هم يتحملون كافة المسؤولية الواقعة على عاتقهم. فهم المسؤولون عن غرق جدة العام الماضي.

إلا أننا نحن الذين غرّقنا جدة للمرة الثانية، نحن الذين لُدغنا من ذات الجحر مرتين ، دون أن نتعلم درساً واحداً!!!
كان من الممكن أن يأتي كل عمدة حي إلى كبار أبناء ذلك الحي ، و مناقشة استراتيجية واضحة تقي أبناء الحي من السيول الجارفة. سواءً كان بتأمين وسيلة مواصلات للطوارئ أو الاستعانة بأبناء الحي في إعادة توجيه السيول الناتجة عن مياه الأمطار إلى إحدى الطرق العامة.

كان من الممكن توفير زوارق نجاه داخل كل حي من تلك الأحياء المتضررة ، و يتولى تشغيلها مجموعة من الشباب في حالة حدوث فيضان في الأزقة بين مباني الحي لإنقاذ من يحتاج الإغاثة العاجلة في حالة عدم توفر الكادر اللازم من الدفاع المدني. و ربما تستخدم في نقل الأطعمة و الأشربة إلى المحتجزين داخل المدارس و المستشفيات.

كان من الممكن استخدام وسائل اتصالات بديلة عن الهاتف الجوال كـ(تويتر) أو (بلاك بيري ماسنجر) في حالة انشغال الشبكة ، أو لتوفير البطارية.
كان من الممكن أن يُتعارف على نظام مروري للطوارئ، تتحول فيه بعض الطرق الرئيسية التي لا تحتوي على تصريف فعلي أو تقع في مناطق منخفضة إلى مجاري سيول ، و تصبح الطرق الأخرى التي تقع في مناطق مرتفعة أو ذات تصريف فعلي إلى طريق للتنقلب الآمن.

كان من الممكن أن نقوم بأشياء عديدة تقينا هذه المشكلة ، وما زال ذلك بالإمكان!!!!
نحن المسؤولون الآن ، و إن لم نقم بشيء لتفادي هذه الحادثة ستكون العواقب وخيمة.

فلنتوقف عن لعن الظلام ، و لنوقد شمعة!

التعليم…..مقصلة الإبداع!

بتاريخ 2 Dec عام 2010 ، تم تنظيم أول حدث TED داخل مدينة جدة. احتوى الحدث “ما هو الإبداع” على كوكبة من المخترعين و المفكرين الذين أتحفوا الحاضرين بــالمحتوى المذهل الذي قدموه. لقد كنت أحد الحاضرين في ذلك الحدث الرائع ، و يسعدني أنا أقول بأني “عدت إلى طبيعتي”
و يمكنكم ملاحظة ذلك من خلال مشاهدة عودتي إلى التدوين مرة أخرى.
TEDx Arabia

TEDx Arabia….. an IV shot of innovation!

أحد الحوارات و المناقشات التي دارت في حدث TED (لا أعلم ما الذي يفترض أن أسميه غير اسم “حدث”) هو : كيف تقتل مدارسنا الإبداع… و أردت أن أستطرد في هذا الموضوع ، لأن الأمر بالغ الأهمية و سيحدد مصيــر أجيال قادمة.
فما هي منظومة التعليم؟ و لماذا ندرس؟ وهل المسار الذي يسلكه التعليم يقوم بالحفاظ على الابداع البشري؟ أم أنه يقوده نحو الانقراض؟

كل هذه الأسئلة طرأت على بالي بعد أن بدأ عرض فيديو للبروفيسور Sir Ken Robinson ، و الذي تحدث فيه عن Gillian Lynne ، الراقصة ذات الصيت العالي في عالم الرقص. و كيف اعتقد معلموها في المدرسة بأنها مصابة بإعاقة ما تمنعها من التعلم. و اكتشف طبيبها أنها بارعة في الرقص عن طريق الخطأ. وهي قصة مشوقة أترككم مع الرابط لمن أراد أن يشاهده:_


(الحديث عن جيليان لين سيكون في آخر المحاضرة).

عموما ، لقد طرح السير كين موضوعا مثيراً للجدل ، حيث صنف التعليم على أنه مقصلة الإبداع الكبرى في تاريخ البشرية!! و أكاد أتفق معه في هذا الرأي ، فلماذا باعتقادك وجدت المدرسة؟و ما هو النتاج الأفضل لهذه المنظومة التعليمية؟

بالنسبة لذلك النتاج الذي يحققه التعليم العام فهم البروفيسورات و الدكاترة الكبار الذي يتخرجون من كبار الجامعات. بينما أكثر الأشخاص أصحاب التأثير في هذا العالم يملكون درجات علمية متوسطة أو دنيا في قليل من الحالات!
و الأساس التعليمي الحديث مبني على الدرجات الأكاديمية التي تساعد على تغذية الحاجة الصناعية في العالم ، و تنظيم المحتوى التعليمي و تقنينه ضمن إطار يمكن أن يخدم آيدولوجية فكر معين ، أو أن يوفر معايير و مقاييس للتصنيف و الاختيار…. وكل ذلك يقتل الإبداع!
لأنك عندما تملك شركة ، و تود توظيف أحد المتقدمين، لن تقوم بالبحث عن الأكثر إبداعاُ في مجال معين ، أو الأجود في القيام بمهام معينة… بل تقوم بوضع تصنيف “تعليمي” معين، وليكن شهادة الماجستير في إحدى التخصصات و الذي يقوم بتصفية المتقدمين و جعل “طبقة تعليمية” معينة مرشحة للقبول. ولكن ماذا عن الذين لا تنطبق عليهم هذه المواصفات (مع اهتمامهم و مقدرتهم الفذة على الإبداع)؟
هل نعتبرهم غير خلاقين ؟ أو حتى عالة على المجتمع؟

مع الأسف، يعتبر العديد من الطلاب في المدارس (و الذين لا يستطيعون التأقلم مع النظام التعليمي بشكل “سلس”) غير شاطرين! أو في كثير من الأحيان بلداء. و الذي يترك طبعة سيئة و تجربة سلبية في حياتهم. مما يقتل إبداعهم و ربما يجعلهم عالة على أهلهم ، و متمردين على مجتمعهم.
و الخطأ يقع على عاتق المجتمع أكثر من التعليم ، لأن الناس ما زالوا يعتقدون بأن الـA هي الغاية المبتغاة من التعليم. و ليس رحلة التجربة و الخطأ…. وكما يقول الكثير من معلميّ الأفاضل: الشيء الوحيد الذي نتذكر من الاختبار هو الخطأ الذي ارتكبناه. فلماذا تحظى الـA باهتمام أكثر من السبب الرئيسي للنجاح ، و هي منظومة التجربة و الخطأ (trail and error) التي هي أول وسيلة تعليمية في عهد التاريخ البشري.

و أعود لما سبقت ذكره ، بأن السبب الرئيسي لتكون النظام التعليمي هو صناعة بروفيسورات الجامعة لا أكثر(ولا أنقص من قدرهم) ، إلا أنهم ليسوا المخلوقات الذكية الوحيدة على وجه الأرض القادرة على الإبداع و حل المشكلات التي يواجهها العالم.
و الحل الوحيد لاكتشافهم قبل أن ينقرضوا هو أن نبحث عنهم ، و نكون مؤسسات تعمل كبدائل للنظام التعليمي. في حالة فشل النظام التعليمي على اكتشافهم.

كل ما علينا فعله هو الإيمان بأن التعليم مجرد نظام آخر وضعه البشر يحتمل الصواب و الخطأ. و وضعه في إطار التصنيف الفاعلي ، يجعل حياتنا أشبه بالمصنع، الذي يضع شروط تعجيزية للتوظيف (المعيشة)!!

مهرجان العودة للمدارس

لو كنت أكتب في إحدى الجرائد المحلية ، لطردوني قبل أن أقدم استقالتي!!!!

غالبا ما أسأل نفسي: لماذا أترك الكتابة؟ مع أنها أسلوبي في التعبير عما حولي؟؟ربما لأن الواقع المر أطبق على اللسان و كف اليد عن المزيد ، و المزيد من التعبير عن الآراء!!
تتوالى القصص هذا العام ، الواحدة تلو الأخرى. خدمة البلاك بيري ماسنجر ، تقنين الفتوى، خواطر ، أردوغااااااااااان…..الخ

إنني أعتذر لكل شخص دخل على هذه الصفحة فوجدها كما هي ، مخللة!!(المخلل:خيار مخمج).
و أعود للتدوين مرة أخرى في حلة جديدة ، و مرحلة طازجة….الجامعة!
أدعو الله أن يوفقني في كتابتي ، و يلهمني الصواب إنه على كل شيء قدير.

مهرجان العودة للمدارس

العودة للمدرسة

لطالما كان هذه الجملة عنوان العديد من منتزهات الترفيه التي لا تريد أن تفلس بحلول أيام الدراسة. بل و أشبه ما يكون بالتغريد للمكتبات المحيطة، و وسيلة تمويه لروتين المدرسة القاتل( و قد نجوت منه!! XD ) ، و تتعدد الأسباب في استخدام هذا اللفظ إما للتسويق أو….. للتسويق مرة أخرى!

تحولت هذه الجملة المفيدة إلى وسيلة لتسويق المنتجات ، و تحمل وراءها أهداف خاوية عنوانها المكسب المادي فقط…..

و صراحةً ، من يريد العودة إلى المدارس؟؟ آخر ما أتمناه ، هو أن أتبع روتين يومي ممل ، يحمل أهداف ربحية تحت غطاء تربوي أو تعليمي…. مبانٍ متهالكة ، و ملعب وضيع ، و طعام ليس لبني البشر ، و تربية إرهابية، و مقررات دراسية تورث حمى الوادي المتصدع ، و تقول لي: “هيا بنا إلى مهرجان العودة إلى المدارس!!”

ضعف الطالب و المطلوب

إن على الكثير من الشركات التمحيص و التدقيق في اختيار العناوين و الشعارات لمواسم كهذه….فالحالة تختلف هنا عن كثير من الدول في الخارج، فلنفكر ملياًّ قبل أن نصبح “ديزني” السعودية ، أو أن نجلب البهجة و السرور بحادثة مؤلمة كهذه!!

مع الأسف، لندع المهرجانات لنجاحات تستحق التمهرج بها و عنها و عليها، و ليبقى هذا العنوان ( مهرجان العودة للمدارس) دفيناً إلى أن ينتشله الزمان الذي يستحقه!!

“حياة أمجاد”

“الصورة تغني عن ألف كلمة” ….

و على هذا ، بدأنا بتصميم هذا الكتاب . و قمنا بجمع الكلم ، و تسخير الصور ، لتخدم غرض إبقاء ” ذكرى” تتجدد كلما قلبت صفحات هذا الكتاب.

إن الجهد الذي بذلناه في إنشاء هذا الكتاب ، أثمر بحمد الله.

و كل أملنا أن يقرأ كل أبناء الدفعة العاشرة لمدارس الأمجاد الأهلية هذا الكتاب ، لكي لا يمحو الزمن تلك اللحظات الجميلة التي عشناها طلاباً في مدارس الأمجاد.

أسرة التحرير.

لعرض الكتاب ، يشترط تحميل برنامج  macromedia flash ، كما أن الكتاب في هذا العرض ذو دقة منخفضة.

النسخة الكاملة ذات الدقة العالية ستكون في الروابط القادمة إن شاء الله.

الكتاب يبدأ من اليسار إلى اليمين ، و لقراءته من البداية يرجى التوجه إلى الصفحة الأخيرة.

في حالة عدم عرض الكتاب قم بتحديث الصفحة.

مبدأ “حوش الغنم”…(2)

أود الاعتذار عن التأخر في التدوين، إلا أنني ما عدت أستطيع التفرغ للكتابة في الوقت الراهن لانشغالي بدراستي. ولو كان الأمر بيدي لضربت يداي على الكيبورد حتى أملأ صفحات هذه المدونة المهجورة.

و أتمنى أن أجد الوقت الكافي لالتقاط أنفاسي فقد اقترب موعد حفل التخرج…

_____________________________

مبدأ “حوش الغنم”…(2)

أستكمل في تدوينتي هذه ما ذكرت في التدوينة السابقة بعنوان: مبدأ “حوش الغنم”…(1)

و تحوي هذه التدوينة أهم فروض نظرية “حوش الغنم” ، و هي نظرية ترمز إلى حالة الفرد و المجتمع وتأثير كل منهما على الآخر.

و للتفصيل، راجع الرابط الموجود أعلاه للعودة إلى الجزء الأول.

5-التباهي بالقرون من شيم الفحول!!

و في هذه الفرضية أسلط الضوء على مدى تسلط الذكر على الأنثى في المجتمع السعودي بشكل خاص، حيث تعامل المرأة من مبدأ “الجسدية” الذي يعيد صياغة المرأة من إنسانة تفكر و تبتكر و تعيش، إلى أداة جنسية محضة ، و جسد عارٍ لا بد من ستره و تغطيته حتى لا تقع الرذيلة.

و تظهر في هذه الحالة معالم الذكورية البحتة من تسلط و امتهان للحقوق ، كالزواج المبكر و الاعتداء الجسدي…الخ

و في حال اعترضَت، يتبِع كلامه بكل برود و قسوة، فارضاً سلطته الواهية….

“النساء ناقصات عقل و دين” ،  لن أخوض في تفصيل هذا الحديث ، إلا أنني سأتبع كلامه بقصة امرأة فرعون وكيف كان مصيرها إلى الجنة و مصير زوجها إلى النار!!

6-إذا لم تعرف ، فتمعرف!!

و التمعرف ، هو ادعاء المعرفة عن ظهر قلب، و الاعتقاد الجازم بأن في الإجابة قوة و عظمة ، و في الاعتراف بالجهل نقص و عيب و هزيمة نكراء تمحق الصورة المثالية التي نرسمها لأنفسنا….

و هذا تفكير خاطئ ، و يترتب على هذا السلوك الكثير من المخاطر ، كأن “نتمعرف” إجراءات السلامة أو التعامل مع المواقف الحياتية كالمشاكل الأسرية أو طرق التعليم و التدريس دون اللجوء إلى جهات مختصة في مثل هذه الأمور.

و الأدهى من هذا كله ، هو عندما “نتمعرف نوايا البشر” و كأننا مشعوذون، و باب سوء الظن يفتح على مصراعيه ، و نغرف من النميمة حتى تتفرقع أضلاعنا….و ننظر إلى أنفسنا وكأننا ملائكة كرام ، نعيش على أبراج عاجية ، و قصور مشيدة….لا يأتينا الجهل من بين أيدينا ولا من خلفنا!!

_____________________________________

و أعتقد أنني بهذا قد لخصت مبدأ حوش الغنم في الأسطر السابقة…

فبعد كل هذا ، هل بدأنا نشعر بمدى تقارب حياتنا بحياة البهائم من حولنا، لأننا أركزنا مشاعرنا و تصرفاتنا على قيم و مبادئ أشبه ما تكون بمبادئ قطيع من الماشية، و السبب الرئيسي في ذلك هو القبائلية النتنة والتبعية و الإمعية التي سادت هذا المجتمع.

إلا أنني لا أنفي العقلانية من المجتمع، بل أتفاءل بأن هنالك عناصر فعالة في المجتمع تزيد من تطوره و تأخذ بيد المخطئ و الجاهل، فإن لم تكن منهم فمع من أنت؟