التعليم…..مقصلة الإبداع!

بتاريخ 2 Dec عام 2010 ، تم تنظيم أول حدث TED داخل مدينة جدة. احتوى الحدث “ما هو الإبداع” على كوكبة من المخترعين و المفكرين الذين أتحفوا الحاضرين بــالمحتوى المذهل الذي قدموه. لقد كنت أحد الحاضرين في ذلك الحدث الرائع ، و يسعدني أنا أقول بأني “عدت إلى طبيعتي”
و يمكنكم ملاحظة ذلك من خلال مشاهدة عودتي إلى التدوين مرة أخرى.
TEDx Arabia

TEDx Arabia….. an IV shot of innovation!

أحد الحوارات و المناقشات التي دارت في حدث TED (لا أعلم ما الذي يفترض أن أسميه غير اسم “حدث”) هو : كيف تقتل مدارسنا الإبداع… و أردت أن أستطرد في هذا الموضوع ، لأن الأمر بالغ الأهمية و سيحدد مصيــر أجيال قادمة.
فما هي منظومة التعليم؟ و لماذا ندرس؟ وهل المسار الذي يسلكه التعليم يقوم بالحفاظ على الابداع البشري؟ أم أنه يقوده نحو الانقراض؟

كل هذه الأسئلة طرأت على بالي بعد أن بدأ عرض فيديو للبروفيسور Sir Ken Robinson ، و الذي تحدث فيه عن Gillian Lynne ، الراقصة ذات الصيت العالي في عالم الرقص. و كيف اعتقد معلموها في المدرسة بأنها مصابة بإعاقة ما تمنعها من التعلم. و اكتشف طبيبها أنها بارعة في الرقص عن طريق الخطأ. وهي قصة مشوقة أترككم مع الرابط لمن أراد أن يشاهده:_


(الحديث عن جيليان لين سيكون في آخر المحاضرة).

عموما ، لقد طرح السير كين موضوعا مثيراً للجدل ، حيث صنف التعليم على أنه مقصلة الإبداع الكبرى في تاريخ البشرية!! و أكاد أتفق معه في هذا الرأي ، فلماذا باعتقادك وجدت المدرسة؟و ما هو النتاج الأفضل لهذه المنظومة التعليمية؟

بالنسبة لذلك النتاج الذي يحققه التعليم العام فهم البروفيسورات و الدكاترة الكبار الذي يتخرجون من كبار الجامعات. بينما أكثر الأشخاص أصحاب التأثير في هذا العالم يملكون درجات علمية متوسطة أو دنيا في قليل من الحالات!
و الأساس التعليمي الحديث مبني على الدرجات الأكاديمية التي تساعد على تغذية الحاجة الصناعية في العالم ، و تنظيم المحتوى التعليمي و تقنينه ضمن إطار يمكن أن يخدم آيدولوجية فكر معين ، أو أن يوفر معايير و مقاييس للتصنيف و الاختيار…. وكل ذلك يقتل الإبداع!
لأنك عندما تملك شركة ، و تود توظيف أحد المتقدمين، لن تقوم بالبحث عن الأكثر إبداعاُ في مجال معين ، أو الأجود في القيام بمهام معينة… بل تقوم بوضع تصنيف “تعليمي” معين، وليكن شهادة الماجستير في إحدى التخصصات و الذي يقوم بتصفية المتقدمين و جعل “طبقة تعليمية” معينة مرشحة للقبول. ولكن ماذا عن الذين لا تنطبق عليهم هذه المواصفات (مع اهتمامهم و مقدرتهم الفذة على الإبداع)؟
هل نعتبرهم غير خلاقين ؟ أو حتى عالة على المجتمع؟

مع الأسف، يعتبر العديد من الطلاب في المدارس (و الذين لا يستطيعون التأقلم مع النظام التعليمي بشكل “سلس”) غير شاطرين! أو في كثير من الأحيان بلداء. و الذي يترك طبعة سيئة و تجربة سلبية في حياتهم. مما يقتل إبداعهم و ربما يجعلهم عالة على أهلهم ، و متمردين على مجتمعهم.
و الخطأ يقع على عاتق المجتمع أكثر من التعليم ، لأن الناس ما زالوا يعتقدون بأن الـA هي الغاية المبتغاة من التعليم. و ليس رحلة التجربة و الخطأ…. وكما يقول الكثير من معلميّ الأفاضل: الشيء الوحيد الذي نتذكر من الاختبار هو الخطأ الذي ارتكبناه. فلماذا تحظى الـA باهتمام أكثر من السبب الرئيسي للنجاح ، و هي منظومة التجربة و الخطأ (trail and error) التي هي أول وسيلة تعليمية في عهد التاريخ البشري.

و أعود لما سبقت ذكره ، بأن السبب الرئيسي لتكون النظام التعليمي هو صناعة بروفيسورات الجامعة لا أكثر(ولا أنقص من قدرهم) ، إلا أنهم ليسوا المخلوقات الذكية الوحيدة على وجه الأرض القادرة على الإبداع و حل المشكلات التي يواجهها العالم.
و الحل الوحيد لاكتشافهم قبل أن ينقرضوا هو أن نبحث عنهم ، و نكون مؤسسات تعمل كبدائل للنظام التعليمي. في حالة فشل النظام التعليمي على اكتشافهم.

كل ما علينا فعله هو الإيمان بأن التعليم مجرد نظام آخر وضعه البشر يحتمل الصواب و الخطأ. و وضعه في إطار التصنيف الفاعلي ، يجعل حياتنا أشبه بالمصنع، الذي يضع شروط تعجيزية للتوظيف (المعيشة)!!

  1. No trackbacks yet.

أضف تعليق